مغامرة إجازة!

21 فيفري 2012 عند 19:19 | أرسلت فى مواقف | 4 تعليقات
الأوسمة: , , , , , , , , , , ,

مغامرة إجازة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف الحال جميعاً؟

أعود لكم اليوم بمجموعة من المواقف التي تعرضت لها أثناء وقوفي خلف طاولة المحاسبة في أحد المطاعم، وهذه كانت مغامرتي في إجازتي الماضية، قمت باستغلال الفرصة المتاحة أمامي في أن أعمل كمحاسب، استمتعت كثيراً بهذه التجربة والمغامرة، فهذه أول مرة أكون مسؤول عن مطعم بجميع ما فيه، من مواد غذائية وعمال، نعم هذه المرة الأولى التي أصبح فيها رئيساً على مجموعة من الموظفين وأول مرة أكون رئيساً على أحد أخواني!!، شكراً لله الذي رزقني مجموعة رائعة من الموظفين الرائعين، ولا يخلوا الجو من بعض المناوشات من هنا وهناك بين العمال، ولكن كل ذلك ممكن أن نحتويه ونتقدم أكثر بروح الفريق الواحد، وهذا ما تحقق ولله الحمد…

منذ أن بدأت وضعت هدف بأن أقدم خدمة مميزة، وأبذل الجهد لإتقان العمل، توكلت على الله وأخلصت النية له، وأتى التوفيق بفضل الله، قد تتساءلوا ماذا سأستفيد من عملي كمحاسب في أحد المطاعم؟

لديكم كل الحق في التساؤل، لننظر لها من زاوية أخرى، الصيدلي سوف يختلط مع الكثير من الناس، سواءاً في الصيدلية أو داخل المستشفى، أو حتى في المجتمع الذي يعيش فيه، أولئك الناس هم نفسهم من سيختلط بهم في المطعم، وجميل جداً أن تتعرف على طرق التعامل مع مختلف الطبقات من الناس، وهذه فائدة جميلة خرجت منها من خلال هذه التجربة…

مواقف كثيرة، قد لا أذكر بعضها لأني أود فقط أن أنساها، وسأذكر أخرى، فلنبدأ…

أفضل الزبائن

يختلف تفسير أفضل الزبائن من بائع إلى آخر، ومن متجر إلى آخر، ولكن بالنسبة لي، يعجبني كثيراً الزبون الذي يتفهم تماماً أن المطعم ومن يشتغل فيه ليسوا بآلات تنجز العمل كما يريد و لا في الوقت الذي يريد، بالنسبة لي لم أرى مثل الزبائن الأجانب “والحق يقال” ، فهم منضبطين، مهذبين، صبورين، لأذكر لكم كيف يقوموا بعمل الطلب وكيف يستلمونه…

يدخل الزبون الأجنبي بسلامته إلى المطعم، وهنا إما أن يقوم بإلقاء التحية ومن ثم يطلب، أو ينتظر لأقوم بالانتهاء من أخذ طلبات الزبائن الموجودين ليبتسم ويطلب من بعدهم، فهذه الميزة الأولى، نعم ينتظر، فلا يقوم بالطلب إلا عندما يكون المحاسب متفرغاً له، فالكثير يدخل المطعم ويقوم بالطلب حتى وإن كان المحاسب يأخذ طلب آخر، أو يحاسب غيره!، بعد ذلك يأخذ الورقة ويجلس على الكرسي لينتظر طلبه، وعندما نقوم بقراءة الرقم يأتي ليستلم الطلب، حتى وإن تأخر، فهو يعلم بأن الطلب سيئتي عاجلاً أم آجلاً، بالمقابل كيف هو الحال لدينا معشر السعوديين؟، قد تلاحظوا ذلك في المطاعم ولكن لأذكركم بالمشهد…

يدخل السعودي بكل ثقة، قد يلقي التحية وقد يستقبلك بتلك “التكشيرة!”، وعليك تقبل ذلك طبعاً، يلقي طلبه بكل عنجهية، وإن أخطأ فأنت المسئول عن خطأه حتماً، تسأله أنتهى الطلب، قال بلى، تقوم بمحاسبته ويكتشف شيء رهييييب، ماذا! نعم تبقى لدي مبلغ أستطيع أن أشتري به بعض الأشياء، ضيف لي كذا وكذا، وهذا متعب لأننا سنتعامل مع فواتير كثيرة لشخص واحد!، يقبع ذلك الشخص أمامك مسبباً زحام كبير أمام طاولة المحاسب، دون أي مراعاة لغيره!، تأخر الطلب قليلاً مع أننا أبلغناه بأن الطلب يأخذ قدراً محدداً من الوقت يأتي في منتصف الوقت المحدد ويقول “ما جهزت الذبيحة؟”، وعندما يأخذ طلبه، قد يشكرك، وقد يتمتم بكلمات جارحة لك ولمن يعمل معك!

لن أقول بأن المشهد الثاني هو ما يحدث مع الكل! ولكن مع الأسف هو السائد، وأيضاً لن أنزه الأجانب، ولكن للأسف لبسوا أخلاق المسلمين، ولا عزاء لنا!، لن أقول بأن ليس هناك من السعوديين من يعمل كما وصفت للأجانب، يوجد قلة منهم ولله الحمد، وأتمنى أن تكونوا منهم…

في النهاية أفضل نوعان من الزبائن، النوع الأول الأجانب والنوع الآخر هم أصحاب الأجهزة الذكية وبالخصوص البلاك بيري، فهذا الجهاز بدأت أعشقه، ليس لأني أمتلك مثله بل لأنه يجعل الأشخاص نائمين في قوائمهم غافلين عن طلباتهم، لدرجة أننا نقوم بترديد رقمه أكثر من مرة وهو في خبر كان!، عندما يقف ذاك الجهاز عن الخفقان ولو للحظات بسيطة ينتبه بأنه في المطعم وينتبه بأن بين يديه طلب قام بطلبه من قبل، أوه ماذا حصل على الطلب، وقبل أن يأتي ليستلهم نبتسم له ونقدم الطلب بكل فخر، نعم نفخر لأنه لم يقم بمزاحمة الآخرين أمام الكاشير ولم يقم بترديد “متى سيجهز الطلب؟”، فأنصحكم في حال لم تمتلكوا الصبر الكافي، أو لا تمتلكوا المقاومة لرغبات بطونكم الجائع داخل المطعم، عليكم بجهاز البلاك بيري ولو للحظات فقط عندما تكونوا في أحد المطاعم!

الأسعار!

لا أحتاج لكثير من التفاصيل لأشرح لكم مدى تأثر الجميع من ارتفاع الأسعار، سأذكر لكم هذا الموقف وكفى!

قام أحد الزبائن بطلب ما يريد، قلت له الحساب كذا، قال ما شاء الله الأسعار بتزيد يوم عن يوم، جاوبته بعد أن ابتسمت له وفي قلبي حرقة من ارتفاع الأسعار، وقلت له لا يوجد شيء لم يرتفع سعره في هذه الدنيا للأسف، قال نعم صدقت إلا الإنسان!، كل ما له ويرخص!

حقيقة أعجبتني ردة فعله، وكلامه عين العقل، فالإنسان أصبح في بعض الدول من أرخص ما فيها، فدمه مباح ما دام الرؤساء على كرسي الحكم!، ولن أطيل كثيراً، فقط سأقول، حسبي الله ونعم الوكيل…

ذكريات قديمة

الجميل في هذه التجربة بأني رأيت أناس كثيرون لم أرهم من فترة، والأجمل بأنني أملك لهم ذكريات جميلة، بعضهم استطعت التعبير لهم بسعادتي للقائهم مرة أخرى وأنهم أمامي بصحة وعافية، و منهم لم أستطع البوح بذلك…

الأخوة!

كما ذكرت في المقدمة، هذه المرة الأولى التي أكون فيها رئيساً على أحد أخواني، الأخوة في الخارج مطلوبة ولكن وقت العمل لن نستطيع أن نجعلها موجودة بصورتها خارج العمل، لن أخفي عليكم أني أرتاح بوجود أخي فمصلحته كمصلحتي في أن نظهر بمظهر جميل جداً ونقوم بتقديم خدمة مميزة، تعاملت معه كعامل لكي لا أظلم البقية، ووفقت بحمد الله في أن أتعامل مع الكل بالتساوي، وأتمنى أن أكون قد أنصفت الجميع…

السمعة الرائعة ممن تعمل معهم

أجمل ما في تجربتي هو أن أترك من يعمل معي وهم سعداء بالتعاون معي، بل والأجمل أنهم يتمنوا أن تتواصل معهم باستمرار، وأن تأتي للعمل معهم مرة أخرى، حقاً شيء رائع عندما تترك خلفك سمعة طيبة…

أنهيت عملي بشعور مليء بالسعادة فقد قمت بخدمة الكثير من الزبائن الطيبين، جميل أن ترى أناس يقدروا ما تقوم به، والأجمل أن تسمع دعائهم المخلص لك بعد أن تنتهي من خدمتهم، مشاعر لن يصل لها ولما بها من متعة رائعة إلا من جرب ذلك…

أتطلع إلى العمل أيضاً في الإجازة الصيفية، وأنصح الجميع بأن يخوضوا هذه التجربة، فهي رائعة وتشعرك بنشاط جميل، ولا ننسى بأننا سنتعلم من التجربة كثيراً…

ها قد عدت لدراستي مرة أخرى بعد مغامرة ممتعة، أتمنى أن تدعوا لي بالتوفيق، نلتقي على خير بإذن الله في تدوينات قادمة، دمتم بكل سعادة…

الصورة من مدونة ليلى..

المدونة على ووردبريس.كوم.
Entries و تعليقات feeds.